كيف تتعامل مع نوبات الهلع والذعر المفاجئ

 

كيف تتعامل مع نوبات الهلع والذعر المفاجئ

تعتبر نوبات الهلع من التجارب المرعبة التي قد تصيب الإنسان بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار. تتميز هذه النوبات بشعور مكثف من الخوف والقلق الشديد مصحوباً بأعراض جسدية مزعجة. إذا كنت تعاني من نوبات الهلع أو تعرف شخصاً يمر بهذه التجربة، فإن فهم طبيعة هذه النوبات وكيفية التعامل معها يمثل خطوة أساسية نحو السيطرة عليها والتخفيف من حدتها. في هذا المقال، سنستعرض استراتيجيات فعالة للتعامل مع نوبات الهلع والذعر المفاجئ.

صورة توضح تقنيات التشتيت والاسترخاء العضلي للتعامل مع نوبة الهلع

ما هي نوبة الهلع وما أعراضها؟


نوبة الهلع تتميز بمجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المرهقة

نوبة الهلع هي فترة قصيرة من الخوف الشديد تظهر فجأة وتصل إلى ذروتها خلال دقائق، مصحوبة بأعراض جسدية ونفسية مكثفة. تحدث هذه النوبات غالباً دون سبب واضح، وقد تكون مرتبطة باضطراب الهلع إذا تكررت بشكل منتظم مع الخوف المستمر من حدوث نوبات جديدة.

الأعراض الرئيسية لنوبات الهلع

  • تسارع ضربات القلب أو خفقان شديد
  • التعرق المفرط
  • الرجفة أو الارتعاش
  • ضيق في التنفس أو الشعور بالاختناق
  • ألم أو ضيق في الصدر
  • الغثيان أو اضطراب في المعدة
  • الدوخة أو الإغماء
  • الشعور بالبرودة أو السخونة المفاجئة
  • الخدر أو الوخز في الأطراف
  • الخوف من فقدان السيطرة أو الموت

نوبة الهلع ليست خطيرة من الناحية الطبية رغم أن أعراضها قد تبدو مخيفة للغاية. معظم نوبات الهلع تستمر بين 5-20 دقيقة، ونادراً ما تتجاوز 30 دقيقة. المشكلة الرئيسية تكمن في الضيق النفسي الشديد الذي تسببه.

أسباب نوبات الهلع وعوامل الخطر


الأسباب المحتملة لنوبات الهلع

لا يوجد سبب واحد محدد لنوبات الهلع، بل هناك مجموعة من العوامل التي قد تساهم في حدوثها. يعتقد الباحثون أن نوبات الهلع قد تنتج عن تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية.

العوامل البيولوجية

  • الاستعداد الوراثي والتاريخ العائلي
  • اختلال في بعض المواد الكيميائية في الدماغ
  • فرط حساسية الجهاز العصبي للتهديدات
  • التغيرات الهرمونية (خاصة لدى النساء)

العوامل النفسية والبيئية

  • التعرض للضغوط النفسية الشديدة أو المزمنة
  • صدمات نفسية سابقة
  • أنماط التفكير السلبية والقلق المزمن
  • تعاطي الكافيين أو المنبهات بكثرة
  • استخدام بعض الأدوية أو المواد المخدرة

عوامل الخطر المرتبطة بنوبات الهلع

بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع من غيرهم. تشمل عوامل الخطر الرئيسية:

  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع واضطراب الهلع مقارنة بالرجال.
  • العمر: غالباً ما تبدأ نوبات الهلع في مرحلة المراهقة المتأخرة أو بداية مرحلة البلوغ.
  • التاريخ العائلي: وجود أقارب من الدرجة الأولى يعانون من اضطرابات القلق أو الهلع.
  • التعرض لأحداث صادمة: خاصة في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
  • اضطرابات الصحة النفسية الأخرى: مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق الأخرى.

من المهم معرفة أن نوبات الهلع قد تكون عرضاً لحالات طبية أخرى مثل مشاكل الغدة الدرقية، اضطرابات القلب، أو انخفاض نسبة السكر في الدم. لذلك، من الضروري استشارة الطبيب لاستبعاد أي أسباب عضوية محتملة.

استراتيجيات فورية للتعامل مع نوبة الهلع أثناء حدوثها


تقنيات التنفس

التنفس العميق والمنتظم من أهم الاستراتيجيات للسيطرة على نوبة الهلع. عندما تبدأ النوبة، يميل الكثيرون إلى التنفس بسرعة وبشكل سطحي (فرط التنفس)، مما يزيد من أعراض الهلع. إليك تقنيات فعالة للتنفس:

تقنية التنفس 4-7-8

  1. استنشق الهواء من الأنف لمدة 4 ثوانٍ
  2. احبس النفس لمدة 7 ثوانٍ
  3. أخرج الهواء من الفم ببطء لمدة 8 ثوانٍ
  4. كرر هذه العملية 3-5 مرات أو حتى تشعر بالهدوء

تنفس البطن العميق

  1. ضع يدك على بطنك وأخرى على صدرك
  2. خذ نفساً عميقاً من الأنف واجعل بطنك يرتفع (وليس صدرك)
  3. أخرج الهواء ببطء من الفم مع إفراغ الرئتين تماماً
  4. كرر هذه العملية 10 مرات بإيقاع منتظم

تقنية التأريض 5-4-3-2-1

تساعد تقنية التأريض على إعادة تركيزك إلى اللحظة الحالية وتقليل مشاعر الهلع. اتبع هذه الخطوات:

  • 5 أشياء تراها: حدد خمسة أشياء مختلفة في محيطك وركز على تفاصيلها.
  • 4 أشياء تلمسها: المس أربعة أشياء مختلفة وركز على ملمسها (مثل الملابس، سطح طاولة، كرسي).
  • 3 أشياء تسمعها: انتبه لثلاثة أصوات مختلفة في محيطك.
  • شيئان تشمهما: حاول تمييز رائحتين مختلفتين (عطر، طعام، هواء نقي).
  • شيء واحد تتذوقه: ركز على طعم في فمك (يمكنك مضغ علكة أو تناول حلوى).

استراتيجيات إضافية للتهدئة الفورية

الاسترخاء العضلي التدريجي

  • شد عضلات قدميك بقوة لمدة 5 ثوانٍ ثم أرخها
  • انتقل تدريجياً إلى أعلى الجسم (الساقين، البطن، الصدر، اليدين، الكتفين، الوجه)
  • لاحظ الفرق بين حالة الشد والاسترخاء

تقنيات التشتيت

  • عد تنازلياً من 100 بطرح 7 في كل مرة
  • ركز على شيء محدد في محيطك ولاحظ تفاصيله
  • استخدم كرة ضغط أو أي شيء يمكن التلاعب به
  • استمع إلى موسيقى هادئة باستخدام سماعات الأذن

هل تعاني من نوبات هلع متكررة؟

لا تواجه هذه التحديات وحدك. التحدث مع متخصص في الصحة النفسية يمكن أن يساعدك في فهم نوبات الهلع والسيطرة عليها بشكل أفضل.


طرق الوقاية طويلة المدى وتقليل تكرار نوبات الهلع


تغييرات نمط الحياة للوقاية من نوبات الهلع

بالإضافة إلى الاستراتيجيات الفورية للتعامل مع نوبات الهلع، هناك تغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تقليل تكرار النوبات وشدتها على المدى الطويل:

النشاط البدني المنتظم

  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة يومياً
  • المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجات
  • تمارين اليوجا والتاي تشي لتحسين التوازن بين العقل والجسم

تحسين عادات النوم

  • الالتزام بجدول نوم منتظم (النوم والاستيقاظ في نفس الوقت)
  • تجنب الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل
  • تهيئة بيئة نوم مريحة وهادئة
  • السعي للحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة

تعديل النظام الغذائي


أطعمة ومشروبات يجب تقليلها

  • الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية)
  • الكحول
  • السكريات المكررة
  • الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة
  • المنبهات والمواد المضافة الصناعية

أطعمة مفيدة للصحة النفسية

  • الأسماك الغنية بأوميغا 3 (السلمون، السردين)
  • الخضروات الورقية الخضراء
  • المكسرات والبذور
  • الحبوب الكاملة
  • الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم (الموز، الأفوكادو)

تقنيات الاسترخاء والتأمل

الممارسة المنتظمة لتقنيات الاسترخاء والتأمل تساعد في تقليل مستويات التوتر العام وتحسين القدرة على التعامل مع المواقف الضاغطة:

التأمل اليومي

  • خصص 10-20 دقيقة يومياً للتأمل
  • استخدم تطبيقات التأمل الموجه للمبتدئين
  • ركز على التنفس أو على كلمة أو عبارة إيجابية

اليقظة الذهنية

  • مارس التركيز الكامل على اللحظة الحالية
  • لاحظ أفكارك ومشاعرك دون إصدار أحكام
  • طبق اليقظة الذهنية في الأنشطة اليومية (الأكل، المشي)

الاستمرارية هي المفتاح في ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل. قد لا تلاحظ نتائج فورية، لكن الممارسة المنتظمة على مدى أسابيع ستؤدي إلى تحسن ملحوظ في قدرتك على التعامل مع القلق ونوبات الهلع.

العلاج السلوكي المعرفي وطرق العلاج النفسي لنوبات الهلع


العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات النفسية فعالية في التعامل مع نوبات الهلع واضطراب الهلع. يركز هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير السلبية والسلوكيات التي تساهم في استمرار نوبات الهلع.

تقنيات العلاج السلوكي المعرفي لنوبات الهلع

  • إعادة البناء المعرفي: تحديد وتحدي الأفكار السلبية والمخاوف غير الواقعية المرتبطة بنوبات الهلع.
  • التعرض التدريجي: مواجهة المواقف والأحاسيس التي تثير القلق بشكل تدريجي ومنظم.
  • تدريب على مهارات المواجهة: تعلم استراتيجيات فعالة للتعامل مع القلق والهلع.
  • تقنيات الاسترخاء: تعلم تقنيات متقدمة للاسترخاء والتنفس.
  • التثقيف النفسي: فهم طبيعة القلق ونوبات الهلع وكيفية عمل الجسم أثناء النوبة.
  • الواجبات المنزلية: تطبيق المهارات المكتسبة في الحياة اليومية.

أنواع أخرى من العلاج النفسي


العلاج بالقبول والالتزام (ACT)

يركز على قبول المشاعر الصعبة بدلاً من محاولة السيطرة عليها، مع الالتزام بالتصرف بطرق تتوافق مع القيم الشخصية. يساعد في تقليل تجنب المواقف المرتبطة بالهلع.

العلاج المعرفي القائم على اليقظة الذهنية

يجمع بين تقنيات اليقظة الذهنية والعلاج المعرفي لمساعدة الأشخاص على الانتباه للحظة الحالية والتعامل مع الأفكار والمشاعر المرتبطة بالقلق دون إصدار أحكام.

فعالية العلاج النفسي

تشير الدراسات إلى أن العلاج السلوكي المعرفي فعال بشكل خاص في علاج اضطراب الهلع، حيث يحقق نتائج إيجابية لدى 70-90% من المرضى. كما أن فوائد العلاج تستمر على المدى الطويل، مع انخفاض معدلات الانتكاس مقارنة بالعلاج الدوائي وحده.

العلاج النفسي يتطلب الالتزام والصبر. قد لا تظهر النتائج بعد جلسة أو جلستين، لكن الاستمرار في العلاج والتطبيق المنتظم للمهارات المكتسبة يؤدي إلى تحسن ملحوظ مع مرور الوقت.

الخيارات الدوائية لعلاج نوبات الهلع


الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الهلع

قد يصف الطبيب النفسي أدوية لعلاج نوبات الهلع، خاصة في الحالات الشديدة أو عندما تؤثر النوبات بشكل كبير على الحياة اليومية. تشمل الأدوية الشائعة:

مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

  • من أكثر الأدوية استخداماً لعلاج اضطراب الهلع
  • تشمل: فلوكستين، سيرترالين، باروكستين
  • تحتاج 2-4 أسابيع لبدء مفعولها
  • آثار جانبية محتملة: غثيان، صداع، اضطرابات النوم

مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs)

  • بديل فعال لمثبطات السيروتونين الانتقائية
  • تشمل: فينلافاكسين، دولوكستين
  • تعمل على تنظيم مستويات السيروتونين والنورادرينالين
  • آثار جانبية محتملة: ارتفاع ضغط الدم، تعرق

البنزوديازيبينات

  • تعمل بسرعة لتخفيف أعراض القلق والهلع (خلال دقائق إلى ساعات)
  • تشمل: ألبرازولام، كلونازيبام، لورازيبام
  • تستخدم عادة للعلاج قصير المدى بسبب إمكانية الإدمان
  • آثار جانبية: النعاس، الدوخة، ضعف التركيز

يجب استخدام الأدوية تحت إشراف طبي دقيق. لا تتوقف عن تناول الأدوية فجأة دون استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بتحسن، لأن ذلك قد يؤدي إلى أعراض انسحاب أو عودة النوبات.

العلاج المشترك: الدواء والعلاج النفسي

تشير الأبحاث إلى أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي (خاصة العلاج السلوكي المعرفي) يحقق نتائج أفضل من استخدام أي منهما بمفرده. العلاج المشترك يوفر:

  • تخفيف سريع للأعراض (من خلال الأدوية)
  • مهارات طويلة المدى للتعامل مع القلق (من خلال العلاج النفسي)
  • انخفاض معدلات الانتكاس بعد التوقف عن الدواء
  • تحسين نوعية الحياة بشكل عام

متى يجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة


علامات تستدعي طلب المساعدة المتخصصة

بينما يمكن التعامل مع نوبات الهلع العرضية باستخدام تقنيات الإدارة الذاتية، هناك حالات تستدعي طلب المساعدة المتخصصة:

  • تكرار نوبات الهلع بشكل منتظم
  • الخوف المستمر من حدوث نوبة جديدة
  • تجنب أماكن أو مواقف معينة خوفاً من حدوث نوبة
  • تأثر الحياة اليومية بشكل كبير (العمل، العلاقات الاجتماعية)
  • ظهور أعراض الاكتئاب (فقدان الاهتمام، الحزن المستمر)
  • أفكار انتحارية أو إيذاء الذات
  • اللجوء للكحول أو المخدرات للتعامل مع القلق
  • عدم فعالية استراتيجيات الإدارة الذاتية

أنواع المتخصصين الذين يمكن استشارتهم


الطبيب النفسي

  • طبيب متخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية
  • يمكنه وصف الأدوية وتقديم العلاج النفسي
  • مناسب للحالات المعقدة أو الشديدة

الأخصائي النفسي

  • متخصص في العلاج النفسي (لا يصف أدوية)
  • يقدم العلاج السلوكي المعرفي وغيره من العلاجات
  • يساعد في تطوير مهارات التعامل مع القلق

طبيب الرعاية الأولية

  • نقطة البداية للتقييم الأولي
  • يستبعد الأسباب الطبية المحتملة
  • يمكنه الإحالة إلى متخصصين آخرين

المرشد النفسي

  • يقدم الدعم والإرشاد النفسي
  • يساعد في التعامل مع الضغوط اليومية
  • مناسب للحالات الخفيفة إلى المتوسطة

إذا كنت تعاني من أعراض تشبه نوبة الهلع للمرة الأولى، خاصة ألم الصدر أو ضيق التنفس الشديد، فمن المهم استبعاد الحالات الطبية الطارئة مثل النوبة القلبية. لا تتردد في طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا لم تكن متأكداً.

نصائح عملية للتعامل مع شخص يعاني من نوبة هلع


كيف تساعد شخصاً يمر بنوبة هلع

مشاهدة شخص يمر بنوبة هلع قد تكون تجربة مربكة ومخيفة. إليك بعض النصائح العملية للمساعدة:

ما يجب فعله

  • ابق هادئاً ومتماسكاً
  • تحدث بصوت هادئ وواضح
  • اسأل الشخص عما يحتاجه
  • ذكّره بأن النوبة مؤقتة وستنتهي
  • ساعده في التنفس ببطء (تنفس معه)
  • وفر له مكاناً هادئاً إن أمكن
  • ابق معه حتى تنتهي النوبة

ما يجب تجنبه

  • لا تقل "اهدأ" أو "لا داعي للقلق"
  • لا تظهر القلق أو الخوف الشديد
  • لا تحاول تقييد حركة الشخص
  • لا تقلل من شعوره أو تستخف بالنوبة
  • لا تحمله مسؤولية النوبة
  • لا تجبره على التحدث أو شرح ما يشعر به
  • لا تحشد الناس حوله

عبارات مفيدة يمكن قولها

"أنا هنا معك"

"هذه نوبة هلع وستنتهي قريباً"

"أنت بأمان، لن أتركك وحدك"

"دعنا نتنفس معاً ببطء"

"ركز على تنفسك فقط الآن"

كيفية دعم الأحباء الذين يعانون من نوبات الهلع المتكررة


الدعم العملي

  • تعلم المزيد عن اضطراب الهلع
  • شجعهم على طلب المساعدة المتخصصة
  • رافقهم إلى المواعيد الطبية إذا رغبوا في ذلك
  • ساعدهم في ممارسة تقنيات الاسترخاء
  • كن متفهماً لتجنبهم بعض المواقف

الدعم العاطفي

  • استمع بدون إصدار أحكام
  • لا تضغط عليهم للتحدث عندما لا يرغبون
  • احتفل بنجاحاتهم الصغيرة
  • كن صبوراً - التعافي يستغرق وقتاً
  • اعتن بنفسك أيضاً

دعم شخص يعاني من نوبات الهلع قد يكون مرهقاً. من المهم أن تعتني بصحتك النفسية أيضاً وأن تضع حدوداً صحية. لا تتردد في طلب الدعم لنفسك عند الحاجة.

قصص نجاح: التعافي من نوبات الهلع


"عانيت من نوبات الهلع لأكثر من عامين. كنت أخاف من الخروج من المنزل خشية حدوث نوبة في مكان عام. بعد ستة أشهر من العلاج السلوكي المعرفي وتعلم تقنيات التنفس والتأريض، أصبحت قادرة على السفر والعمل والاستمتاع بحياتي من جديد. النوبات لم تختف تماماً، لكنني تعلمت كيف أتعامل معها بدلاً من أن أخاف منها."

سارة، 34 عاماً

"كانت أول نوبة هلع لي في اجتماع عمل مهم. ظننت أنني أعاني من نوبة قلبية. بعدها، أصبحت أخاف من الاجتماعات والأماكن المزدحمة. الجمع بين الأدوية والتمارين الرياضية اليومية والعلاج النفسي ساعدني في استعادة السيطرة على حياتي. اليوم، أستطيع إلقاء محاضرات أمام مئات الأشخاص دون خوف."

أحمد، 42 عاماً

دروس مستفادة من قصص النجاح

هناك عدة عوامل مشتركة في قصص الأشخاص الذين نجحوا في التعامل مع نوبات الهلع:

  • الصبر والمثابرة: التعافي عملية تدريجية وليست فورية.
  • تقبل النوبات: تعلم التعايش مع النوبات بدلاً من الخوف منها يقلل من حدتها وتكرارها.
  • المساعدة المتخصصة: معظم قصص النجاح تتضمن الحصول على مساعدة متخصصة.
  • تغيير نمط الحياة: التغييرات الإيجابية في النظام الغذائي والنشاط البدني والنوم تلعب دوراً مهماً.
  • الدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم من العائلة والأصدقاء يسهل رحلة التعافي.

التعافي من نوبات الهلع لا يعني بالضرورة اختفاءها تماماً، بل يعني تعلم كيفية التعامل معها بفعالية والعيش حياة كاملة رغم وجودها. كثير من الأشخاص يصلون إلى مرحلة يمكنهم فيها قول "أنا لا أخاف من الخوف نفسه".

الخاتمة: رحلة التعافي من نوبات الهلع


نوبات الهلع، رغم شدتها وتأثيرها المرهق، هي حالة قابلة للعلاج والتحسن. الخطوة الأولى نحو التعافي هي فهم طبيعة هذه النوبات والاعتراف بأنها، رغم أعراضها المخيفة، ليست خطيرة من الناحية الطبية.

تذكر أن التعامل مع نوبات الهلع يتطلب نهجاً متعدد الجوانب. الجمع بين الاستراتيجيات الفورية للتعامل مع النوبات أثناء حدوثها، والتغييرات طويلة المدى في نمط الحياة، والعلاج النفسي أو الدوائي عند الحاجة، يمكن أن يحدث تحسناً كبيراً في نوعية الحياة.

لا تخجل من طلب المساعدة المتخصصة إذا كانت نوبات الهلع تؤثر على حياتك اليومية. التحدث مع متخصص في الصحة النفسية يمكن أن يفتح الباب أمام استراتيجيات وعلاجات فعالة قد لا تكون على دراية بها.

تذكر أنك لست وحدك في هذه التجربة. ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من نوبات الهلع، وكثير منهم نجحوا في التعافي والعودة إلى حياة طبيعية ومنتجة. مع الصبر والمثابرة والدعم المناسب، يمكنك أيضاً أن تتعلم كيفية التعامل مع نوبات الهلع والسيطرة عليها بدلاً من أن تسيطر هي على حياتك.

لا تدع نوبات الهلع تسيطر على حياتك

المساعدة المتخصصة متاحة، والتعافي ممكن. اتخذ الخطوة الأولى نحو حياة أفضل اليوم.


أسئلة شائعة حول نوبات الهلع

هل يمكن أن تستمر نوبة الهلع لساعات؟

لا، معظم نوبات الهلع تصل إلى ذروتها خلال 10 دقائق وتنتهي في غضون 20-30 دقيقة. نادراً ما تستمر لأكثر من ساعة. إذا كنت تشعر بأعراض مشابهة لنوبة الهلع لعدة ساعات، فقد يكون ذلك قلقاً مستمراً أو حالة طبية أخرى تستدعي استشارة الطبيب.

هل يمكن أن تحدث نوبة الهلع أثناء النوم؟

نعم، يمكن أن تحدث نوبات الهلع الليلية أثناء النوم، حيث يستيقظ الشخص فجأة مع أعراض الهلع مثل تسارع ضربات القلب والتعرق وضيق التنفس. هذه النوبات قد تكون مرتبطة باضطراب الهلع، لكنها قد ترتبط أيضاً باضطرابات النوم أو حالات طبية أخرى. من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من نوبات هلع ليلية متكررة.

هل نوبات الهلع خطيرة على الصحة؟

رغم أن نوبات الهلع مزعجة للغاية، إلا أنها ليست خطيرة من الناحية الطبية ولا تسبب ضرراً جسدياً دائماً. ومع ذلك، إذا تركت دون علاج، قد تؤدي نوبات الهلع المتكررة إلى تطور اضطراب الهلع، رهاب الأماكن المفتوحة، الاكتئاب، أو مشاكل أخرى تؤثر على نوعية الحياة. لذلك، من المهم التعامل معها بجدية والحصول على المساعدة المناسبة.

ما الفرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق؟

نوبة الهلع تظهر فجأة وتصل إلى ذروتها بسرعة (خلال دقائق)، وتتميز بأعراض جسدية شديدة وخوف مكثف. أما نوبة القلق فتتطور تدريجياً، وعادة ما تكون أقل حدة وقد تستمر لفترة أطول. نوبات الهلع غالباً ما تحدث دون سبب واضح، بينما نوبات القلق عادة ما تكون استجابة لمصدر قلق محدد.

هل يمكن للأطفال الإصابة بنوبات الهلع؟

نعم، يمكن للأطفال والمراهقين الإصابة بنوبات الهلع، رغم أنها أكثر شيوعاً في سن المراهقة المتأخرة وبداية مرحلة البلوغ. قد يصعب على الأطفال وصف ما يشعرون به، وقد تظهر الأعراض على شكل شكاوى جسدية مثل آلام البطن أو الصداع. إذا كنت تشك في إصابة طفلك بنوبات الهلع، فمن المهم استشارة متخصص في الصحة النفسية للأطفال.

هل تختفي نوبات الهلع من تلقاء نفسها؟

قد تختفي نوبات الهلع العرضية من تلقاء نفسها، خاصة إذا كانت مرتبطة بفترة ضغط مؤقتة. ومع ذلك، إذا تطورت إلى اضطراب الهلع، فمن غير المرجح أن تختفي دون علاج. في الواقع، قد تزداد سوءاً مع مرور الوقت إذا لم يتم التعامل معها. العلاج المبكر يمكن أن يمنع تطور المضاعفات مثل رهاب الأماكن المفتوحة أو الاكتئاب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال