اكتئاب الحمل: لماذا يحدث وكيف يمكن التغلب عليه؟

 

اكتئاب الحمل: لماذا يحدث وكيف يمكن التغلب عليه؟

فترة الحمل هي مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية في حياة المرأة. بينما يُنظر إليها غالباً كفترة من السعادة والترقب، إلا أن الواقع قد يكون مختلفاً لكثير من النساء اللواتي يعانين من اكتئاب الحمل. تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 10-20% من النساء يعانين من أعراض الاكتئاب خلال الحمل، مما يجعله من المشكلات الصحية النفسية الأكثر شيوعاً في هذه الفترة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على هذه الحالة، أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها، مع تقديم الدعم والتشجيع للمرأة الحامل.

ما هو اكتئاب الحمل وأهمية التوعية به

اكتئاب الحمل هو حالة من الاضطراب المزاجي تحدث أثناء فترة الحمل، وتتميز بمشاعر مستمرة من الحزن، فقدان الاهتمام، والشعور بالذنب أو اليأس. يختلف عن تقلبات المزاج العادية التي قد تصاحب الحمل في شدته واستمراريته وتأثيره على الحياة اليومية للمرأة الحامل.

امرأة حامل تبدو حزينة تجلس بمفردها تعاني من اكتئاب الحمل

لماذا تعتبر التوعية باكتئاب الحمل مهمة؟

  • يؤثر على صحة الأم والجنين معاً
  • قد يؤدي إلى مضاعفات في الحمل إذا لم يُعالج
  • يزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
  • يمكن أن يؤثر على الترابط بين الأم والطفل بعد الولادة
  • يرتبط بزيادة احتمالية الولادة المبكرة ونقص وزن المولود

الفرق بين اكتئاب الحمل وتقلبات المزاج الطبيعية

تعاني معظم النساء من تغيرات مزاجية خلال الحمل بسبب التغيرات الهرمونية. لكن اكتئاب الحمل يتجاوز هذه التقلبات العادية ويستمر لفترات أطول ويؤثر بشكل كبير على قدرة المرأة على ممارسة حياتها اليومية.

ملاحظة: يعاني حوالي 1 من كل 7 نساء من اكتئاب الحمل، لكن أقل من نصفهن يحصلن على التشخيص والعلاج المناسب، مما يؤكد أهمية زيادة الوعي بهذه الحالة.

الأسباب والعوامل المؤدية لاكتئاب الحمل

يحدث اكتئاب الحمل نتيجة تفاعل معقد بين عوامل متعددة، بما في ذلك التغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية. فهم هذه العوامل يساعد في تشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.


العوامل الهرمونية والبيولوجية


  • التغيرات الهرمونية المفاجئة (الإستروجين والبروجسترون)
  • تغيرات في مستويات الناقلات العصبية مثل السيروتونين
  • التغيرات في وظائف الغدة الدرقية
  • تاريخ سابق من اضطرابات المزاج أو القلق
  • الاستعداد الوراثي للإصابة بالاكتئاب
  • التعب وتغيرات النوم المصاحبة للحمل

العوامل النفسية


  • القلق حول صحة الجنين ومستقبل الأمومة
  • تغير صورة الجسم والقلق بشأن المظهر
  • الخوف من الولادة والألم المصاحب لها
  • الشعور بفقدان السيطرة على الحياة
  • حمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه
  • تاريخ من الصدمات النفسية أو الإساءة
  • الضغط النفسي المرتبط بالتغييرات الحياتية

العوامل الاجتماعية


  • نقص الدعم من الشريك أو العائلة
  • مشاكل في العلاقة الزوجية
  • ضغوط مالية أو مهنية
  • تجارب سلبية سابقة مع الحمل أو الولادة
  • العزلة الاجتماعية
  • التوقعات المجتمعية غير الواقعية عن الحمل والأمومة
  • صعوبات في التوفيق بين الحمل والمسؤوليات الأخرى

عوامل الخطر المرتفع

  • تاريخ شخصي أو عائلي من الاكتئاب أو اضطرابات المزاج
  • تعاطي المخدرات أو الكحول
  • تعرض سابق للعنف أو الإساءة
  • مضاعفات طبية في الحمل الحالي
  • فقدان حمل سابق أو وفاة جنين
  • العزلة الاجتماعية الشديدة
  • أحداث حياتية ضاغطة (وفاة قريب، فقدان وظيفة، انتقال)

العلاقة بين اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة

تشير الدراسات إلى أن حوالي 50% من حالات اكتئاب ما بعد الولادة تبدأ فعلياً خلال فترة الحمل. لذا، فإن تشخيص وعلاج اكتئاب الحمل يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مما يحسن من صحة الأم والطفل على المدى الطويل.

اكتئاب الحمل ليس علامة على ضعف الشخصية أو عدم الاستعداد للأمومة، بل هو حالة طبية تستجيب للعلاج المناسب.

هل تشعرين بالقلق من إمكانية إصابتك باكتئاب الحمل؟

تحدثي مع أخصائي صحة نفسية متخصص في الصحة النفسية للمرأة أثناء فترة الحمل للحصول على تقييم وإرشاد مهني.


أعراض وعلامات اكتئاب الحمل

تختلف أعراض اكتئاب الحمل من امرأة لأخرى، وقد تتداخل مع بعض الأعراض الطبيعية للحمل مثل التعب وتغيرات الشهية، مما يجعل تشخيصها أكثر صعوبة. من المهم معرفة العلامات التحذيرية التي تميز اكتئاب الحمل عن التغيرات المزاجية العادية.


الأعراض النفسية الأعراض الجسدية التغيرات السلوكية
الشعور بالحزن المستمر أو الفراغ العاطفي تغيرات كبيرة في الشهية (زيادة أو نقصان) الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية
فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة المعتادة اضطرابات النوم (أرق أو نوم مفرط) إهمال الرعاية الذاتية والمظهر الشخصي
القلق المفرط حول الحمل والجنين تعب وإرهاق شديد لا يتحسن مع الراحة صعوبة في اتخاذ القرارات البسيطة
الشعور بالذنب أو عدم الكفاءة كأم مستقبلية آلام جسدية غير مبررة (صداع، آلام ظهر) إهمال المواعيد الطبية للحمل
صعوبة التركيز واتخاذ القرارات بطء في الحركة أو هياج نفسي حركي العزلة عن الشريك والعائلة
أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار تغيرات في مستوى الطاقة البكاء المتكرر دون سبب واضح

العلامات التحذيرية التي تستدعي التدخل الفوري


بعض أعراض اكتئاب الحمل تعتبر علامات تحذيرية خطيرة تستدعي طلب المساعدة الفورية من المختصين. تعرفي على هذه العلامات وكيفية التصرف عند ملاحظتها.

  • الأفكار الانتحارية أو التفكير في إيذاء النفس
  • الأفكار المتكررة حول إلحاق الضرر بالجنين
  • فقدان الاتصال بالواقع (هلوسة أو أوهام)
  • عدم القدرة على العناية بالنفس (عدم تناول الطعام أو الشراب)
  • الشعور باليأس الشديد وفقدان الأمل في المستقبل
  • تعاطي المخدرات أو الكحول للتعامل مع المشاعر السلبية

تحذير: إذا كنت تعانين من أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء نفسك، اطلبي المساعدة فوراً. اتصلي بخط المساعدة النفسية، أو توجهي إلى أقرب غرفة طوارئ، أو اتصلي بطبيبك المعالج على الفور.

كيف يمكن للمحيطين ملاحظة أعراض اكتئاب الحمل؟

  • تغيرات واضحة في المزاج والسلوك
  • انسحاب من العلاقات والأنشطة الاجتماعية
  • عدم إظهار الحماس تجاه الحمل أو الطفل القادم
  • تعبيرات متكررة عن مشاعر الذنب أو عدم الكفاءة
  • إهمال الرعاية الذاتية والمظهر الشخصي
  • تغيرات كبيرة في عادات النوم أو الأكل
  • البكاء المتكرر أو التهيج غير المبرر

دور الشريك والعائلة مهم جداً في ملاحظة التغيرات السلوكية والمزاجية للمرأة الحامل والتشجيع على طلب المساعدة المهنية عند الحاجة.

هل تعانين من أعراض اكتئاب الحمل؟

قومي بإجراء تقييم سريع للصحة النفسية مع أخصائي مؤهل لمساعدتك في فهم ما تمرين به وتحديد الخطوات المناسبة.


تشخيص اكتئاب الحمل

يعتبر تشخيص اكتئاب الحمل تحدياً في بعض الأحيان، حيث تتشابه بعض أعراضه مع التغيرات الطبيعية المصاحبة للحمل. لذلك، من المهم إجراء تقييم شامل من قبل متخصص في الصحة النفسية أو طبيب نسائية على دراية بالصحة النفسية للمرأة الحامل.


الفحص الأولي

  • استبيانات تقييم الاكتئاب مثل مقياس إدنبرة لاكتئاب ما حول الولادة (EPDS)
  • مقياس بيك للاكتئاب (BDI)
  • استبيان صحة المريض (PHQ-9)
  • مقابلة سريرية شاملة لتقييم الأعراض
  • مراجعة التاريخ الطبي والنفسي الشخصي والعائلي

الفحوصات الطبية

  • فحص وظائف الغدة الدرقية
  • فحص مستويات فيتامين د وفيتامين ب12
  • فحص فقر الدم (الأنيميا)
  • تقييم الحالة الهرمونية
  • استبعاد الأسباب العضوية الأخرى للأعراض

التقييم النفسي الشامل

  • تقييم شدة الأعراض ومدتها
  • تأثير الأعراض على الحياة اليومية
  • تقييم عوامل الخطر والعوامل الوقائية
  • تقييم شبكة الدعم الاجتماعي
  • تقييم الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس

الفرق بين اكتئاب الحمل وتقلبات المزاج الطبيعية

المعيار تقلبات المزاج الطبيعية اكتئاب الحمل
المدة عابرة وقصيرة (ساعات أو أيام) مستمرة لأسبوعين أو أكثر
الشدة خفيفة إلى متوسطة متوسطة إلى شديدة
التأثير على الحياة اليومية تأثير محدود، تستطيع المرأة ممارسة أنشطتها المعتادة تأثير كبير، صعوبة في أداء المهام اليومية
المشاعر تجاه الحمل مختلطة، لكن مع وجود مشاعر إيجابية سلبية بشكل أساسي، مع قلق وخوف مستمر
الأفكار السلبية عابرة وغير مسيطرة متكررة ومستمرة وقد تشمل أفكاراً انتحارية
الاستجابة للدعم تحسن مع الدعم والراحة استمرار الأعراض رغم الدعم والمساندة

مقياس إدنبرة لاكتئاب ما حول الولادة (EPDS)

هذا المقياس هو أداة فحص شائعة تستخدم لتقييم أعراض الاكتئاب خلال الحمل وبعد الولادة. يتكون من 10 أسئلة بسيطة تقيم الحالة المزاجية خلال الأسبوع الماضي.

درجة 0-9
احتمالية منخفضة للاكتئاب
درجة 10-12
احتمالية متوسطة للاكتئاب
درجة 13 فأعلى
احتمالية عالية للاكتئاب

ملاحظة مهمة: أدوات الفحص مثل مقياس إدنبرة هي للتقييم الأولي فقط وليست تشخيصية. التشخيص النهائي يجب أن يتم من قبل متخصص في الصحة النفسية.

هل تحتاجين إلى تشخيص دقيق لحالتك النفسية؟

تواصلي مع فريق متخصص في الصحة النفسية للمرأة الحامل للحصول على تقييم شامل وخطة رعاية مخصصة لاحتياجاتك.


استراتيجيات المواجهة والعلاج

يمكن علاج اكتئاب الحمل بفعالية من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية. يعتمد اختيار العلاج المناسب على شدة الأعراض، تفضيلات المرأة الحامل، والموازنة بين فوائد العلاج والمخاطر المحتملة على الحمل. عادة ما يتضمن العلاج الفعال مزيجاً من التدخلات النفسية والاجتماعية، وفي بعض الحالات، العلاج الدوائي.


العلاج النفسي


  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
  • العلاج بين الشخصي (IPT)
  • العلاج السلوكي التنشيطي
  • العلاج القائم على اليقظة الذهنية
  • العلاج النفسي الداعم
  • العلاج الزوجي أو الأسري

يعتبر العلاج النفسي الخط الأول للعلاج في حالات الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وهو آمن تماماً خلال الحمل.

العلاج الدوائي


  • مضادات الاكتئاب من فئة SSRI (مثل سيرترالين، فلوكستين)
  • مضادات الاكتئاب من فئة SNRI (مثل فينلافاكسين)
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (في حالات محددة)

يتم وصف الأدوية فقط عندما تفوق فوائدها المخاطر المحتملة. يجب أن يتم وصفها ومتابعتها من قبل طبيب متخصص في الطب النفسي أو طبيب نسائية على دراية بالعلاج النفسي أثناء الحمل.

الدعم الاجتماعي والذاتي


  • مجموعات الدعم للنساء الحوامل
  • التثقيف النفسي حول اكتئاب الحمل
  • تقنيات الاسترخاء واليوغا المناسبة للحوامل
  • التمارين البدنية الخفيفة المناسبة للحمل
  • تحسين نوعية النوم والتغذية
  • الدعم العائلي والزوجي

العلاجات التكميلية والبديلة

  • العلاج بالضوء (خاصة في حالات الاكتئاب الموسمي)
  • التأمل واليقظة الذهنية
  • الوخز بالإبر (تحت إشراف متخصص)
  • مكملات أوميغا 3 (بعد استشارة الطبيب)
  • العلاج بالفن أو الموسيقى

تنبيه: استشيري طبيبك دائماً قبل استخدام أي علاجات تكميلية أو بديلة أثناء الحمل. بعض الأعشاب والمكملات قد تكون غير آمنة للحامل.


العلاج المتكامل الذي يجمع بين العلاج النفسي والدعم الاجتماعي وتحسين نمط الحياة يعطي أفضل النتائج في علاج اكتئاب الحمل.

خطة العلاج المتدرجة لاكتئاب الحمل

شدة الاكتئاب التدخلات الموصى بها المتابعة
خفيف العلاج النفسي (CBT أو IPT) + تحسين نمط الحياة + الدعم الاجتماعي كل 2-4 أسابيع
متوسط العلاج النفسي المكثف + النظر في العلاج الدوائي + دعم اجتماعي قوي كل 1-2 أسبوع
شديد العلاج الدوائي + العلاج النفسي المكثف + متابعة طبية دقيقة أسبوعياً أو أكثر حسب الحاجة
شديد مع أفكار انتحارية تقييم فوري للحاجة إلى التدخل الطارئ أو التنويم + علاج دوائي مكثف + علاج نفسي يومياً أو التنويم حسب الحاجة

هل تبحثين عن خطة علاجية مخصصة لاكتئاب الحمل؟

فريقنا المتخصص في الصحة النفسية للمرأة الحامل يقدم خطط علاجية متكاملة تناسب احتياجاتك الفردية.


نصائح عملية للتعامل مع اكتئاب الحمل

بالإضافة إلى العلاج المهني، هناك العديد من الاستراتيجيات والممارسات اليومية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض اكتئاب الحمل وتحسين الصحة النفسية بشكل عام. إليك مجموعة من النصائح العملية التي يمكنك تطبيقها في حياتك اليومية.


الرعاية الذاتية


  • خصصي وقتاً يومياً للاسترخاء والراحة
  • مارسي تقنيات التنفس العميق والتأمل
  • احرصي على نوم كافٍ ومنتظم
  • تناولي غذاءً متوازناً غنياً بالعناصر المغذية
  • مارسي نشاطاً بدنياً خفيفاً ومناسباً للحمل بانتظام
  • دوّني مشاعرك وأفكارك في مذكرة يومية
  • حددي أولوياتك وتجنبي الإرهاق

بناء شبكة دعم


  • تحدثي بصراحة مع شريكك عن مشاعرك
  • اطلبي المساعدة من العائلة والأصدقاء
  • انضمي إلى مجموعة دعم للنساء الحوامل
  • شاركي تجربتك مع نساء أخريات مررن بتجارب مماثلة
  • لا تترددي في طلب المساعدة المهنية
  • استعيني بخدمات الدعم المنزلي إذا كان ذلك متاحاً

إدارة الأفكار السلبية


  • تعرفي على الأفكار السلبية التلقائية وتحدي صحتها
  • ركزي على الجوانب الإيجابية في حياتك
  • ضعي توقعات واقعية للحمل والأمومة
  • تجنبي مقارنة تجربتك بتجارب الآخرين
  • مارسي تمارين إعادة الصياغة الإيجابية للأفكار
  • تذكري أن المشاعر السلبية مؤقتة وستتحسن مع العلاج

تنظيم الروتين اليومي


تنظيم الروتين اليومي يمكن أن يساعد في استعادة الشعور بالسيطرة والاستقرار، وهو أمر مهم للتعامل مع اكتئاب الحمل. حاولي إنشاء جدول يومي متوازن يشمل الأنشطة التالية:

  • وقت محدد للاستيقاظ والنوم
  • وجبات منتظمة ومتوازنة
  • فترات راحة متكررة خلال اليوم
  • نشاط بدني خفيف (مثل المشي أو اليوغا للحوامل)
  • وقت للاسترخاء وممارسة الهوايات
  • وقت للتواصل الاجتماعي
  • الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار السلبية
  • تخصيص وقت للتحضير للطفل بطريقة ممتعة وغير مرهقة

التواصل مع الجنين

  • تحدثي إلى جنينك بانتظام
  • استمعي إلى الموسيقى الهادئة معاً
  • تخيلي لقاءك الأول مع طفلك
  • اقرئي القصص لجنينك
  • تأملي في حركات الجنين وتفاعلي معها
  • احتفظي بمذكرة لمشاركة أفكارك مع طفلك

التواصل مع الجنين يمكن أن يساعد في تعزيز الرابطة العاطفية ويخفف من مشاعر الانفصال التي قد تصاحب اكتئاب الحمل.


هل تحتاجين إلى مزيد من النصائح العملية؟

احصلي على دليل مجاني يتضمن استراتيجيات يومية للتعامل مع اكتئاب الحمل وتحسين صحتك النفسية.


أسئلة شائعة حول اكتئاب الحمل

هل يمكن أن يؤثر اكتئاب الحمل على نمو الجنين؟

نعم، اكتئاب الحمل غير المعالج يمكن أن يؤثر على نمو الجنين. تشير الدراسات إلى ارتباطه بزيادة خطر الولادة المبكرة، انخفاض وزن المولود، وتأخر النمو داخل الرحم. كما قد يؤثر على سلوك الأم خلال الحمل (مثل التغذية، النوم، متابعة الرعاية الطبية)، مما ينعكس على صحة الجنين. لذلك، يعتبر علاج اكتئاب الحمل مهماً ليس فقط لصحة الأم، بل أيضاً لصحة الجنين ونموه السليم.

هل مضادات الاكتئاب آمنة خلال الحمل؟

تعتبر بعض مضادات الاكتئاب آمنة نسبياً خلال الحمل، خاصة عندما تكون فوائد العلاج تفوق المخاطر المحتملة. مضادات الاكتئاب من فئة SSRI مثل السيرترالين والفلوكستين هي الأكثر دراسة واستخداماً خلال الحمل. قرار استخدام الأدوية يجب أن يكون فردياً ويعتمد على شدة الاكتئاب، استجابة المريضة للعلاجات غير الدوائية، والموازنة بين مخاطر الاكتئاب غير المعالج ومخاطر الدواء. من الضروري دائماً استشارة طبيب متخصص في الطب النفسي أو طبيب نسائية على دراية بالعلاج النفسي أثناء الحمل قبل بدء أو إيقاف أي دواء.

كيف يمكن للشريك أو العائلة المساعدة في حالة اكتئاب الحمل؟

يمكن للشريك والعائلة تقديم دعم قيّم من خلال: الاستماع بتفهم دون إصدار أحكام، تشجيع المرأة على طلب المساعدة المهنية، المساعدة في المهام اليومية لتقليل الضغط، مرافقة المرأة في المواعيد الطبية، تعلم المزيد عن اكتئاب الحمل لفهم ما تمر به، توفير بيئة داعمة وآمنة للتعبير عن المشاعر، المساعدة في تنفيذ خطة العلاج، والانتباه لعلامات تدهور الحالة. الدعم العاطفي والعملي من المقربين يلعب دوراً محورياً في التعافي من اكتئاب الحمل.

هل يزيد اكتئاب الحمل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟

نعم، يعتبر اكتئاب الحمل من أقوى عوامل التنبؤ باكتئاب ما بعد الولادة. تشير الدراسات إلى أن حوالي 50% من حالات اكتئاب ما بعد الولادة تبدأ فعلياً خلال فترة الحمل. النساء اللواتي يعانين من اكتئاب الحمل لديهن خطر أعلى بـ 3-5 مرات للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بالنساء اللواتي لم يعانين من اكتئاب خلال الحمل. لذلك، يعد تشخيص وعلاج اكتئاب الحمل استراتيجية وقائية مهمة للحد من اكتئاب ما بعد الولادة وتأثيراته على الأم والطفل.

هل يختلف اكتئاب الحمل باختلاف مراحل الحمل؟

نعم، يمكن أن تختلف أعراض وشدة اكتئاب الحمل باختلاف مراحل الحمل. في الثلث الأول، قد تتداخل أعراض الاكتئاب مع أعراض الحمل المبكرة مثل التعب والغثيان. في الثلث الثاني، غالباً ما تستقر الهرمونات ويتحسن المزاج لدى كثير من النساء. أما في الثلث الثالث، قد تزداد أعراض القلق والاكتئاب مع اقتراب موعد الولادة والقلق بشأنها. بعض النساء يعانين من الاكتئاب طوال فترة الحمل، بينما قد تظهر الأعراض لدى أخريات في مرحلة معينة فقط. المتابعة المنتظمة للصحة النفسية خلال جميع مراحل الحمل مهمة للكشف المبكر والتدخل المناسب.

هل لديك أسئلة أخرى حول اكتئاب الحمل؟

تواصلي مع فريقنا المتخصص للإجابة على استفساراتك وتقديم الدعم المناسب لحالتك.


رسالة توعوية وتشجيعية

اكتئاب الحمل حالة طبية حقيقية وليست علامة على ضعف الشخصية أو عدم الاستعداد للأمومة. إذا كنت تعانين من أعراض الاكتئاب خلال الحمل، فأنت لست وحدك - ملايين النساء حول العالم يمرون بتجارب مماثلة كل عام.


من المهم أن تتذكري أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل هو خطوة شجاعة وحكيمة نحو الحفاظ على صحتك وصحة طفلك. اكتئاب الحمل حالة قابلة للعلاج تماماً، وبالتشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكنك التمتع بتجربة حمل صحية والاستعداد بشكل أفضل لقدوم طفلك.

الاعتناء بصحتك النفسية خلال الحمل هو أحد أهم الهدايا التي يمكنك تقديمها لنفسك ولطفلك. لا تترددي في طلب المساعدة - أنت تستحقين أن تشعري بالتحسن.

تذكري أن الشفاء قد يستغرق وقتاً، وأن الطريق قد لا يكون مستقيماً دائماً. كوني لطيفة مع نفسك، واحتفلي بكل خطوة صغيرة نحو التحسن. مع الدعم المناسب والعلاج الفعال، يمكنك التغلب على اكتئاب الحمل والاستمتاع بهذه المرحلة المهمة من حياتك.

أخيراً، ساعدي في نشر الوعي حول اكتئاب الحمل. كلما تحدثنا بصراحة أكثر عن الصحة النفسية خلال الحمل، كلما قل الوصم المرتبط بها وزادت فرص حصول النساء على المساعدة التي يحتجنها.

إذا كنت تعانين من أفكار انتحارية أو رغبة في إيذاء نفسك، فهذه حالة طارئة تستدعي المساعدة الفورية. اتصلي بخط المساعدة النفسية، أو توجهي إلى أقرب غرفة طوارئ، أو اتصلي بطبيبك المعالج على الفور.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال